أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن عبد الله بن هشام قال:"كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب. فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب عليك من نفسك" "فقال عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " "الآن يا عمر" لا أحد يستكمل الإيمان إن لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وماله والناس أجمعين، ذاق حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم نور يستضاء به ليسير العبد وتسير الأمة على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنيل محبة الله عز وجل:**; قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله**, محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمة عظمى ومنة كبرى.
ولقد ضرب الصحابة الكرام المثل في التفاني في محبة شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم حتى فدوه بالأنفس.. فهذه سيدتنا أم عمارة تباشر القتال في أحد، وتذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، وترمي بالقوس حتى خلصت الجراح إليها، تعرض نفسها للسيوف والنبال..امرأة تقف صامدة مقاتلة خوفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويوم حنين، تقف سيدتنا أم سليم تتحدى الأعداء بخنجرها بعد أن انهزم المسلمون مستعدة للقتال والذود عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وكان من الصحابيات من وهبت نفسها ومالها وأبناءها فداءا لرسول صلى الله عليه وسلم، مثل سيدتنا أم سليم التي وهبت رسول الله صلى الله عليه وسلم نخلات .فعن أنس ابن مالك قال: "لما قدم المهاجرون إلى المدينة من مكة وليس بأيديهم وكان الأنصار أهل الأرض والعقار فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمئونة فكانت أعطت أم أنس (وهي أم سليم) رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا (نخلات)" [1]بل وهبت أكثر من ذلك..وهبت فلذة كبدها لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس قال:"جاءت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك فادعوا الله له" [2]وفي رواية "فكل أمهاتي يواظبنني على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم فخدمته عشر سنين." [3]يواظبنني أي يحرضنني على المواظبة والمثابرة، أمهات سيدنا أنس الطينيات من أم وجدات .. وأمهات معنويات من مرضعات وكل النساء المسلمات، كلهن حريصات على هذا الخير محبة فيه صلى الله عليه وسلم.
كانت الصحابيات يعرفن فضله وقدره وكرمه على مولاه فكن لا يدعن فرصة للتبرك بشخصه الشريف إلا اغتنمنها بركة لهن ولصبيانهن:عن أنس بن مالك قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه. قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك قال: فجاءت وقد عرق واستنقع (اجتمع) عرقه على قطعة أديم (جلد) على الفراش ففتحت عتيدتها (صندوق صغير تجعل المرأة فيه ما يعز من متاعها) فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها. ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال" "ما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال:أصبت" [4]وسار التابعون على خطى الصحابة في محبته وهيبته وإجلال قدره الشريف، ولنستمع إلى القاضي عياض وهو يتحدث عن الإمام مالك قال: وقال مصعب بن عبد الله:"كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك عن جلسائه. وقيل له يوما في ذلك، فقال: لو رأيتم لما أنكرتم علي ما ترون: لقد كنت أرى محمد بن المنكر، وكان سيد القراء، لا نكاد نسأله عن حديث أبدا إلا بكى حتى نرحمه. ولقد كنت أرى جعفر بن محمد (وهو الإمام جعفر الصادق من آل البيت) وكان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه. وما رأيته يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة. ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصليا وإما صامتا، وإما يقرأ القرآن. ولا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله."
قال الإمام:"ولقد كان عبد الرحمان بن قاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى لونه كأنه نزف من الدم، وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينه دموع. ولقد رأيت الزهري، وكان لمن أهنأ الناس وأقربهم، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته. ولقد كنت آتي صفوان بن سليم، وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه" هؤلاء الأصحاب والأحباب.. فكيف يارب اللحاق بهم والسير في ركبهم ؟
لنستمع إلى الحديث عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه يوم مشهود، تشهده الملائكة وإن أحدا لا يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: "وبعد الموت، إن الله حرم الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" [5]وعن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال:"حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم. ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم. فما رأيت من خير حمدت الله، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم" [6]
صلى الله عليك يا رسول الله يا من قرن الله محبته باتباعه وحبه.
لومك يا عاذلي اعتداء ويحك أقصر من العناد حب النبي من حب ربي حب ثوى مهجة الفؤاد وذاك ديني وعقد قلبي وحجتي في يوم التنادي
[1] رواه البخاري ومسلم. [2] رواه مسلم [3] رواه البخاري [4] رواه مسلم [5] رواه ابن خزيمة وصححه ابن حبان في صحيحه والحاكم وغيرهم ورواه ابن ماجه [6] أخرجه البراز بسند صحيح
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين اخوكم انور ابو البصل