أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نهى سبحانه و تعالى عن سلوك سبيل المشركين الذين حللوا وحرموا بمجرد ما وصفوه واصطلحوا عليه من الأسماء بآرائهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وغير ذلك، مما كان شرعاً لهم ابتدعوه في جاهليتهم، فقال((ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)) ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي، أو حلل شيئاً مما حرم الله، أو حرم شيئاً مما أباح الله بمجرد رأيه ، وما في قوله: {لما تصف} مصدرية، أي ولا تقولوا الكذب لوصف ألسنتكم، ثم توعد على ذلك فقال: {إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} أي في الدنيا ولا في الاَخرة، أما في الدنيا فمتاع قليل، وأما في الاَخرة فلهم عذاب أليم، كما قال: {نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} وقال ((إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون))
أنتهى التفسير
يتبن من الآيتين الكريمتين ما يلي :
1ـ إن الذين يحللون الحرام ويحرمون الحلال يكونون متعمدين الكذب فهم يدركون أنهم يفترون على الله ومتيقنين أن قولهم هذا زور وبهتان فهو من طرف السنتهم لا أساس له فهو وصف باللسان لا حقيقة له
2ـ إن الذي يفتري على الله الكذب لا يفلح ((إِنّ الّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىَ اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ)) وعدم الفلاح دلالة على مصيره الأسود في الدنيا والآخرة فهو محتقر منبوذ عند الناس في الدنيا لصبغة النفاق التي تعلو جبينه وكذلك في الآخرة ولعذاب الآخرة أكبر
3ـ إن الذين يحللون ويحرمون لا يكون نصيبهم في الدنيا إلا قليل فهم قد باعوا آخرتهم بشيء في الدنيا فإذا كانت الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكيف الشيء منها فهو قليل قليل
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب