أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت))( ) فالذكر حياة القلوب وصلاحها فالذكر للقلب كالماء للزرع بل كالماء للسمك لا حياة له إلا به. فإذا حييت القلوب وصَلَحت صلحت الجوارح واستقامت قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))( ) متفق عليه.
ومما يشحذ همتك ويلهب حماسك ويجذبك إلى ذكر مولاك أن تعلم أن للذكر فوائد كثيرة وعواقب حميدة لمن حافظ عليه وأكثر منه وإليك بعض هذه الفوائد.
فمن فوائد الذكر الكبار أنه يورث محبة الله سبحانه وتعالى فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم فكلما ازداد العبد لله ذكراً ازداد له حباً فمن أراد أن يفوز وينال محبة الله تعالى فليلهج بذكره. ومن فوائد ذكر الله تعالى أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ويزيل الهم والغم والحزن ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط ففي الترمذي وأبي داود والنسائي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال – يعني إذا خرج من بيته -: باسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت وهديت ووقيت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي))( ).
ومن فوائد الذكر أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة كما قال : ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده))( ). ومن فوائده أنه يورث المراقبة حتى يُدخل العبد في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ومن فوائد الذكر أنه يورث الإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى فإنه متى أكثر العبد الرجوع إلى الله تعالى بذكره أورثه ذلك رجوعه إلى الله تعالى بقلبه في كل الأحوال فيصير الله تعالى مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا. ومن فوائده أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فإن الغافل بينه وبين الله حجاب كثيف ووحشة لا تزول إلا بالذكر. ومن فوائده أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فإن العبد لابد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى تكلم بهذه المحرمات ولا سبيل إلى السلامة منها ألبتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة إلا بالله ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ولابد. ومن فوائد الذكر أنه من أكبر العون على طاعته سبحانه فإنه يحبب الطاعة إلى العبد ويسهلها عليه، يجعلها قرة عينه فلا يجد في الطاعة من الكلفة والمشقة والعناء ما يجده الغافل. ومن فوائده أنه يسهل المصاعب وييسر العسير ويخفف المشاق فما ذكر الله على صعب إلا هان ولا على عسير إلا تيسر ولا على شاق إلا خف ولا على شدة إلا زالت ولا كربة إلا انفرجت وذلك لأن الذكر يذهب عن القلب المخاوف كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز وجل إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول الخوف قال الله تعالى: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾( ). ومن أعظم فوائد الذكر أنه ينبه القلب من نومه ويوقظه من سنته والقلب إذا كان نائماً فاتته الأرباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخسران فإذا استيقظ وعلم ما فاته في نومته شد المئزر وأحيا بقية عمره واستدرك ما فاته ولا تحصل يقظته إلا بذكر.