أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد الحديث الصحيح المتفق على صحته، عن عمرو بن العاص وهو ممن أسلم في السنة الثامنة للهجرة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم. وقال له: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها. فكانت هي حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث في تعليق عليه: "وهذا خبر ثابت صحيح رغم أنوف الروافض. وما كان عليه السلام يحب إلا طيباً، وقد قال: (لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل) رواه البخاري ومسلم. فأحبَّ أفضل رجلٍ من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حريٌ أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله". وهذا أيضاً حديث عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة - من معرفة الصحابة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أنهم كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعداً وفرحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم - قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة؛ وكانت من كبار أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سناً. فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمه ذلك له، فسكت فلم يرد عليها، فعادت الثانية فلم يرد عليها، فلما كانت الثالثة قال: (يا أم سلمة لا تؤذينني في عائشة؛ فإن الوحي لم يأتيني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة) رواه البخاري. هذه هي عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التميمي القرشي أبو بكر الصديق، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفيه وحبيبه، ثاني اثنين إذ هما في الغار. وأول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: (لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن إخاء وصحبة) رواه البخاري ومسلم. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس من أشراف قريش. ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها ولم يعقب منها نسلا. وكان لذلك يشفق عليها؛ إذ كناها أم عبد الله. وكانت عائشة رضي الله عنها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت تسع سنوات، وورد أنه تزوجها قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث سنوات، وبني عليها بالمدينة وسنها تسع سنوات. لقد نشأت أم المؤمنين عائشة في حظيرة الإيمان والتدين، فلم تسجد لصنم قط في حياتها، وقد خطبتها له صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم، وهي التي سبق أن خطبت له سودة بنت زمعة رضي الله عنها.
صوامة قوامة تحب الإنفاق في سبيل الله: وكان من مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت صوامة قوامة، كما كانت كثيرة الصلاة والقيام والبكاء. وحسبها النبي صلى الله عليه وسلم فيها: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام) متفق عليه، كما كانت آية في الزهد والورع والتقوى، وكانت شديدة الحياء حتى أنها كانت تحتجب من الحسن والحسين. كانت عابدة لأنها عاشت في بيت النبوة، ورأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل فقالت لعبد الله بن قيس وهذا من وصاياها: "لا تدع قيام الليل؛ فإن رسول الله كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً"رواه أبو داود وصححه الألباني. وعند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن أبي موسى قال: أرسلني مدرك لعائشة رضي الله عنها لأسألها، فجئت وهي تصلي فقلت أقعد حتى تفرغ، ثم قلت: هيهات أي متى ستفرغ من صلاتها! أي من شدة طولها. وكانت رضي الله عنها ربما تقرأ الآية فتكررها، كما أثر عنها أنها كانت تقرأ قول الله عز وجل في صلاتها {فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم} ، فتكررها وتبكي وتقول : "اللهم منّ عليّ وقني عذاب السموم" . وكان الزهد والإنفاق في سبيل الله من أهم خصائصها رضي الله عنها، فقد كانت مضرب المثل في ذلك في أبلغ صورة، حتى أنه يهدى إليها الشيء. وتهدى إليها الأموال الكثيرة الوفيرة ثم تنفق منها كما ورد: أنها جاءها مال فأنفقت منه، ثم لما جاء المغرب قالت لمولاتها: ائتي لنا بطعام الفطور - تفطر من صومها ـ قالت: لو أبقيت لنا شيئاً حتى نشتري طعاماً، قالت: لولا ذكرتني قد نسيت.
وكانت هي أول من خيرها النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة التخيير المشهورة أن يعطيهن من النعيم والمتاع، وكذا أو يكون لهن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآثرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان الصحابة يؤثرونها بالعطايا في ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أن معاوية رضي الله عنه بعث لها ثياباً رقاقاً فبكت رضي الله عنها وقالت: ما كان هذا على عهد رسول الله! ثم تصدقت به. وهذا يدلنا على طبيعتها التي تريد للمرأة المسلمة اليوم أن لا تغرها الأموال، وأن لا تغرها لين الثياب، بل تكون أسمى من ذلك وأرقى. خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أكثر أهل النار من النساء، وكذلك ينبهن دوماً إلى التصدق، فكانت عائشة رضي الله عنها مثالاً راقياً وعالياً في هذا الأمر الذي يتعلق بشأن الإنفاق في سبيل الله عز وجل، وأيضاً وصفت بأنها: "كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية".
وفاتها رضي الله عنها: قال ابن سعد: توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة وكان لها عند وفاتها ست وستون سنة. ودفنت رضي الله عنها في البقيع بوصية منها، فرضي الله عنها وأرضاها.