نقلا عن المصريون ووكالات
المصريون ووكالات
بعد الكشف عن هوية "الجهادي جون"، أو "جزار داعش"، على أنه البريطاني المولود في الكويت، محمد إموازي، كشفت مؤسسة "كيج" الخيرية عن عدد من الرسائل الإلكترونية، التي قام بإرسالها إليها، قبل أن يصبح أحد أكثر "الإرهابيين" المطلوبين في العالم. وبحسب ما ذكرت المؤسسة المعنية بمساعدة المناطق المتأثرة نتيجة "الحرب على الإرهاب"، فإن رسائل إموازي تعكس "إصراره على بدء إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية، وعبر قنوات أخرى، خلال الفترة الماضية، وحتى آخر اتصال معه في يناير (كانون الثاني) من العام 2012." وأشارت مؤسسة "كيج" على موقعها الرسمي، إلى أن الرسائل التي تم الكشف عنها تتضمن شكاوى كان قد تقدم بها إلى لجنة مستقلة لشكاوى الشرطة، ومحاولاته لمعرفة لماذا لم يتم السماح له بالعودة إلى الكويت، ليبدأ حياة جديدة هناك، إضافة إلى عدة تفصيلات أخرى. وفي رسالة إلى مدير قسم الأبحاث في المؤسسة، عاصم قرشي، كتب إموازي عن تعرضه لمضايقات من قبل أفراد الأمن والاستخبارات في أحد المطارات البريطانية، وشكا من سوء معاملته، ولم يمكن لـCNN الحصول على تعليق رسمي من جهاز الاستخبارات البريطاني "M15." وكتب إموازي في رسالته بتاريخ الثالث من يونيو/ حزيران 2013: "في نهاية الاستجواب المطول، أبلغتهم (الشرطة) بأنني أريد أن أعيش في حالي، وكان لدي طموح في الانتقال من المملكة المتحدة والاستقرار في الكويت، ولهذا السبب حصلت على وظيفة وزوجة، ولكنهم ضحكوا." وتابع في نفس الرسالة بقوله: "أحدهم عاملني بقسوة، وقد دفعني إلى الجدار.. لقد كنت مصاباً بالإحباط ولم أدرك لماذا قام بذلك بعد أن تم استجوابي لنحو 6 ساعات، وقاموا بأخذ بصماتي، والفحص والتحري.. وعندما سألتهم عن أسمائهم، أجابوا: نحن لا نكشف عن أسمائنا." إلا أن رشاد علي، من مركز "سنتري" لاستشارات مكافحة التطرف، والشريك بمعهد الحوار الاستراتيجي، قال لـCNN إنه "لا يمكنك أن تبدأ القصة من الطريقة التي تعاملت بها الشرطة البريطانية معه، لا يمكن على الإطلاق أن نبدأ من شكوى وردت عبر البريد الإلكتروني." وأضاف علي بقوله: "يجب عليك أن تعود إلى ما قبل ذلك، لماذا أخضعه أفراد الاستخبارات للاستجواب، الأمر ببساطة لأنه كان ضمن جماعة تعتزم الانضمام إلى جماعة الشباب، وهي جماعة جهادية متشددة تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية مروعة في الصومال." وفي رسالة أخرى، كتب إموازي: "الإخوة في مؤسسة كيج، أرجوكم ساعدوني لأنني لا أريد البقاء في المملكة المتحدة، لأنني حصلت على وظيفة في الكويت، وعلى زوجة في الكويت، حتى يمكنني أن أبدأ حياتي في الكويت التي أنتمي إليها.. فقد ولدت هناك، وأريد أن أذهب إلى هناك لأبدأ حياتي من جديد." ورد قرشي على تلك الرسالة، في الرابع من يونيو/ حزيران 2010، قائلاً: "دعونا نرى ما إذا كان يمكننا مساعدة هذا الأخ بمشيئة الله"، بحسب ما جاء ضمن الرسائل التي كشفت عنها المؤسسة. وقبل سفره إلى سوريا حيث انضم إلى صفوف "داعش"، أرسل إموازي عدة رسائل إلى المحرر الأمني بصحيفة "ديلي ميل"، روبرت فيركيك، خلال عامي 2010 و2011، تحدث فيها عن تعرضه لملاحقات أمنية، وقال: "في بعض الأحيان أشعر وكأنني رجل ميت، لا أخشى أنهم سوف يقتلونني." وكتب فيركيك عن تلك الرسائل، إن "إموازي مثل كثير من الشبان المسلمين في بريطانيا، كان يحمل بعض المشاعر السلبية تجاه الشرطة والمخابرات.. إلا أن ذك الرجل كان مختلفاً لدرجة تجعله يبرر يستخدم هذه الكراهية لتبرير جرائمه في سوريا"، بحسب قوله.