خرج أسد وحمار يوما معا للصيد ، فصادوا عددا كبيرا من الفرائس ، وطلب من الحمار تقسيمها بينهم ، فقسمها قسمة عادلة جدا بأن أعطى كل واحد نفس نصيب غيره . وأرضت تلك القسمة الثعلب كل الرضا إلا أن الأسد غضب منها أشد الغضب ، فألحق الحمار بكومة الفرائس الصرعي بضربة واحدة من يده الهائلة ، والتفت إلى الثعلب وقال غاضبا : قسمها أنت !
ولم يضيع الثعلب وقتا في الكلام ، وبادر بتكويم سائر الصيد كومة واحدة كبيرة أخذ لنفسه منها نصيبا غاية في الصغر ، وهو عبارة عن أجزاء لا يرغبها أحد مثل قرون وأظلاف عنز جبلية وطرف ذيل ثور . فاستعاد الأسد كامل رضاه ، وسأل الثعلب مغتبطا : من علمك هذه القسمة البالغة العدالة ؟
فرد مبتعدا في حذر :تعلمت درسا من الحمار .
منقول