أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الأخلاق..مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله الناس عليها، فأصنافالبشرية كلها تعترف بالمعاني الفاضلة والأخلاق العالية، وأصول هذه الأخلاققدر متفق عليه، بل هناك فلسفة خاصة للأخلاق والفضائل في كل أمة وتراث وعصروثقافة، فالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح معانٍ محمودة في كلالقيم الإنسانية، وفي مقابل ذلك معانٍ مذمومة فيها: كالكذب والظلم والزوروالعقوق والبخل وغيرها.
وهذا معنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتهاوسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، وذلك معنى فطرية الأخلاق،فالفطرة فيها أصول الأخلاق التي يحتاجها الإنسان، حتى إن الجاهلية الأولىكان العرب فيها يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجلوسيادته، فكانوا يمدحون الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وغيرها، والأخلاقمن تزكية النفوس، فحقيقة الأخلاق في داخل النفس، وإنما السلوك العمليتعبير مباشر عن ذلك، ونتيجة له، ولذلك إذا كان القلب فاسداً لا يستطيعالإنسان أن يستمر في التظاهر والمجادلة بالأخلاق السطحية، فبعض الناس قديتكلفون الأخلاق، لكن ذلك لن يدوم إن لم يكن ذلك نابعاً من اعتراف داخليبقيمة هذه الأخلاق وحب لها، ومثل ذلك الخلق المؤقت، يعني أن في النفسضعفاً أخلاقياً تنكشف النفس فيه لأدنى امتحان، يقول الحسن البصري: "ماأخفى رجل شيئا إلا ظهر على فلتات لسانه وقسمات وجهه" .
والشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى يقرر هذا المعنى، فيقول: ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى