أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تَفْسِيرُ الاسْتِعَاذَة: المعنى: أستجير بجناب الله وأعتصم به من شرالشيطان العاتي المتمرد، أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ماأُمرت به، وأحتمي بالخالق السميع العليم من همزه ولمزه ووساوسه، فإِنالشيطان لا يكفه عن الإِنسان إِلا الله رب العالمين .. عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه كان إِذا قام من الليل، استفتح صلاته بالتكبير ثم يقولأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه)[أخرجه أصحاب السنن: أبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجه].
بســــمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ
تَفْسِيرُ البَسْمَلَة: المعنى: أبدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء،مستعيناً به جلَّ وعلا في جميع أموري، طالباً منه وحده العون، فإِنه الربالمعبود ذو الفضل والجود، واسع الرحمة كثير التفضل والإِحسان، الذي وسعترحمته كل شيء، وعمَّ فضله جميع الأنام.
تـــنبيـــه:
{بسـمِاللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ} افتتح الله بهذه الآية سورة الفاتحة وكل سورة منسور القرآن - ما عدا سورة التوبة - ليرشد المسلمين إلى أن يبدءوا أعمالهموأقوالهم باسم الله الرحمن الرحيم، التماساً لمعونته وتوفيقه، ومخالفةًللوثنيّين الذين يبدءون أعمالهم بأسماء آلهتهم أو طواغيتهم فيقولوا: باسماللات، أو باسم العزى، أو باسم الشعب، أو باسم هُبَل.
قال الطبري:"إِن الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه، أدَّب نبيّه محمداً صلى الله عليهوسلم بتعليمه ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وجعل ذلك لجميع خلقهسنّةً يستنّون بها، وسبيلاً يتبعونه عليها فقول القائل: بسم الله الرحمنالرحيم إِذا افتتح تالياً سورة ينبئ عن أن مراده: أقرأ باسم الله، وكذلكسائر الأفعال".
بَين يَدَي السُّورَة
هذه السورة الكريمة مكية وآياتها سبعٌ بالإِجماع، وتسمى "الفاتحة" لافتتاحالكتاب العزيز بها حيث إِنها أول القرآن في الترتيب لا في النزول، وهي -على قصرها ووجازتها - قد حوت معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصدهالأساسية بالإِجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة،والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإِيمان بصفات اللهالحسنى، وإِفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه إِليه جلَّ وعلابطلب الهداية إِلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إِليه بالتثبيتعلى الإِيمان ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين،وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازلالأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غير ما هنالك منمقاصد وأغراض وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة ولهذا تسمّى"أم الكتاب" لأنها جمعت مقاصده الأساسية.
فضـــلهَــا:أ- روى الإِمام أحمد في المسند أن "أبيَّ بن كعب" قرأ على النبي صلى اللهعليه وسلم أم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيدهما أُنزل في التوراة ولا في الإِنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقانمثلها، هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه) فهذا الحديثالشريف يشير إلى قوله تعالى في سورة الحجر {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًامِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87].
ب- وفيصحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلَّىلأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هيالسبعُ المثاني والقُرآن العظيم الذي أُوتيتُه).
التسِمَيــــة: تسمى "الفاتحة، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والشافية،والوافية، والكافية، والأساس، والحمد" وقد ذكر العلامة القرطبي عددها لهذهالسورة اثني عشر اسماً.
علمنا الباري جلّ وعلا كيف ينبغي أن نحمده ونقدسه ونثني عليه بما هو أهلهفقال {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي قولوا يا عبادي إِذاأردتم شكري وثنائي الحمد لله، اشكروني على إِحساني وجميلي إِليكم، فأناالله ذو العظمة والمجد والسؤدد، المتفرد بالخلق والإِيجاد، رب الإِنسوالجن والملائكة، ورب السماوات والأرضين، فالثناء والشكر لله رب العالميندون ما يُعبد من دونه {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أي الذي وسعت رحمته كلشيء، وعمَّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من الخَلْق والرَّزْقوالهداية إِلى سعادة الدارين، فهو الرب الجليل عظيم الرحمة دائم الإِحسان{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي هو سبحانه المالك للجزاء والحساب، المتصرففي يوم الدين تصرّف المالك في ملكه {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍشَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار: 19].
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي نخصُّك يا الله بالعبادة،ونخصك بطلب الإِعانة، فلا نعبد أحداً سواك، لك وحدك نذلُّ ونخضع ونستكينونخشع، وإِيَّاك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك، فإِنك المستحق لكل إِجلالوتعظيم، ولا يملك القدرة على عوننا أحدٌ سواك .
{ اهْدِنَاالصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي دلنا وأرشدنا يا رب إِلى طريقك الحق ودينكالمستقيم، وثبتنا على الإِسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت بهخاتم المرسلين، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين {صِرَاطَ الَّذِينَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي طريق من تفضّلت عليهم بالجود والإِنعام، منالنبييّن والصدّيقين والشهداء والصالحين، وَحَسُنَ أولئك رفيقاً {غَيْرِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أي لا تجعلنا يا الله من زمرةأعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، السالكين غير المنهج القويم، مناليهود المغضوب عليهم أو النصارى الضالين، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية،فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية، اللهم آمين.
خاتمــــــة :في بَيَان الأسرَار القُدْسِيّة في فاتِحَة الكِتاب العَزيز
لا شك أن من تدبَّر الفاتحة الكريمة رأى من غزارة المعاني وجمالها، وروعةالتناسب وجلاله ما يأخذ بلبه، ويضيء جوانب قلبه، فهو يبتدئ ذاكراً تالياًمتيمناً باسم الله، الموصوف بالرحمة التي تظهر آثارها رحمته متجددة في كلشيء، فإِذا استشعر هذا المعنى ووقر في نفسه انطلق لسانه بحمد هذا الإِله{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وذكّره الحمد بعظيم نعمه وكريم فضله، وجميلآلائه البادية في تربيته للعوالم جميعاً، فأجال بصيرته في هذا المحيط الذيلا ساحل له، ثمّ تذكر من جديد أن هذه النعم الجزيلة والتربية الجليلة،ليست عن رغبةٍ ولا رهبة، ولكنها عن تفضل ورحمة، فنطق لسانه مرة ثانية بـ{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ومن كمال هذا الإِله العظيم أن يقرن الرحمن بـ"العدل" ويذكّر بالحساب بعد الفضل فهو مع رحمته السابغة المتجددة سيُدينعباده ويحاسب خلقه يوم الدين {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًاوَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}.
فتربيته لخلقه قائمة على الترغيببالرحمة، والترهيب بالعدالة والحساب {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وإِذا كانالأمر كذلك فقد أصبح العبد مكلفاً بتحري الخير،والبحث عن وسائل النجاة،وهو في هذا أشد ما يكون حاجة إِلى من يهديه سواء السبيل، ويرشده إِلىالصراط المستقيم، وليس أولى به في ذلك من خالقه ومولاه فليلجأ إِليهوليعتمد عليه وليخاطبه بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
وليسألهالهداية من فضله إِلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم بمعرفة الحقواتباعه، غير المغضوب عليهم بالسلب بعد العطاء، والنكوص بعد الاهتداء،وغير الضالين التائهين، الذين يضلون عن الحق أو يريدون الوصول إِليه فلايوفقون للعثور عليه، آمين. ولا جرم أن "آمين" براعة مقطع في غاية الجمالوالحسن، وأي شيء أولى بهذه البراعة من فاتحة الكتاب، والتوجه إِلى اللهبالدعاء؟ فهل رأيت تناسقاً أدق، أو ارتباطاً أوثق، مما تراه بين معاني هذهالآية الكريمة؟
وتَذَكَّر وأنت تهيم في أودية هذا الجمال مايرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : (قسمتالصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ..) الحديث وأدم هذا التدبيروالإِنعام، واجتهد أن تقرأ في الصلاة وغيرها على مكث وتمهّل، وخشوعوتذلَل، وأن تقف على رؤوس الآيات، وتعطي التلاوة حقها من التجويد أوالنغمات، من غير تكلف ولا تطريب، واشتغال بالألفاظ عن المعاني، فإِن ذلكيعين على الفهم، ويثير ما غاض من شآبيب الدمع، وما نفع القلب شيء أفضلُ منتلاوة في تدبرٍ وخشوعٍ".
عندما تبكى بشدة ويعتصر قلبك بالحزن ثق ان الله يعد دموعك دمعة دمعة طلبت من الله الـــحكمة .. فمنــــحني مشاكل لأحلها طلبت من الله الصـــبر .. فمنحـــني الشدائد لأحتملها طلبت من الله القوة .. فمنحـني صعوبات لأتغلب عليها طلبت من الله الخـــــلاص .. فمنحــــني ألما ليطهرني طلبت من الله النــــــــــجاح .. فمنحـــني عقلا لأعملهعندما تبكى بشدة ويعتصر قلبك بالحزن ثق ان الله يعد دموعك دمعة دمعة طلبت من الله الـــحكمة .. فمنــــحني مشاكل لأحلها طلبت من الله الصـــبر .. فمنحـــني الشدائد لأحتملها طلبت من الله القوة .. فمنحـني صعوبات لأتغلب عليها طلبت من الله الخـــــلاص .. فمنحــــني ألما ليطهرني طلبت من الله النــــــــــجاح .. فمنحـــني عقلا لأعمله طلبت من الله مجـد القيامة .. فمنحـني صليبا لأحتمله طلبت من الله مجـد القيامة .. فمنحـني صليبا لأحتمله
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى