أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تتميز مدينة طرابلس القديمة بأنها إحدى أهم المدن العربية القديمة على شاطئ البحر المتوسط بما تحويه من أثار تشهد على عظمة أهميتها الاقتصادية والعلمية منذ مئات السنين. وقد لقبت في سير الرحالة بمدينة العلم والعلماء.
يعود بناؤها الحالي إلى العصر المملوكي نهاية القرن الثالث عشر ميلادي.وهي تضم أسواقاً تجارية وحارات وأزقة وخانات وحمامات ومساجد وأقبية وأقواس ومواقع أثرية عدة تدل على عظمتها وعمق حضارتها .
1 -أسواق طرابلس القديمة: تنطلق الأسواق من مدينة طرابلس القديمة , وفقاً لتخطيط العمارة الإسلامية , من محور رئيسي هو الجامع المنصوري الكبير , في حي النوري , وتتفرع لنواح عدة . وكان لكل سوق منها تجارة خاصة به , واقترن أسمه بنوع البضائع والسلع التي تحتويه . ولا زالت هذه الأسواق محافظة على طابعها وتجارتها كما كانت عليه عندما أنشئت ونستعرضها وفقاً لأهميتها كالتالي : سوق الكندرجية : ويؤدي إلى خان الصابون ومتفرعاته من الأزقة القديمة ومسجد الرفاعية والسراي القديمة والتل .
سوق الصاغة : وهو الأقرب إلى المسجد المنصوري الكبير , كان ولا يزال مركزاً تجارياً مهماً لبيع الذهب والمصاغ المشغول على أنواعه . سوق العطارين : تدلف إليه من الباب الخلفي للجامع المنصوري , وهو يتميز ببيع العطارات و العطورات العربية والمسك والبخور والأعشاب الطبية , ولا يزال مقصداً لمن يتعاطى الطب العربي . كما كان امتداده مقصداً لأهل العلم لكثرة ماضم من مكتبات دينية وأدبية ومدرسية .
سوق السمك :ويؤدي إلى جامع "سيدي عبد الواحد"وبعض أضرحة الأولياء وإلى قلعة طرابلس من خلال طلعة سوق السمك التي كان يباع بها سمكاً حتى مطلع الستينات لتستقر بالمحافظة على أطيب أنواع الحلويات التي عرفت بها طرابلس منذ تأسيسها والتي تضاهي حلويات العالم أجمع وتصنع من الرز والقشطة ك" حلاوة الرز"و"حلاوة الشميسة" " والجزرية" على أنواعها بالجوز واللوز والفستق . وأنواع أخرى شهية لامجال لتعدادها تخصصت بها مدينة طرابلس منذ القدم واشتهرت بها .. وأجمل ما فيها أن بعضا من أصنافها يصنع على مرأى من الزبائن كحلاوة الجبن.
سوق البازركان :لايزال على وضعه العمراني والتجاري كما أسس كبزار للأقمشة والألبسة الشرقية والحديثة . ويتفرع إلى حمام عزالدين وجامع البرطاسية على نهر أبو علي وخان الخياطين .
سوق النجارين : وهو متفرع من سوق النحاسين ويعرف بسوق التربيعة وفيه تقوم أعمال النجارة وصنع الموبيليا التي اشتهرت بها طرابلس منذ القدم ولا تزال لمن ينشدون الدقة والمتانة في الصناعة ورخص الأسعار.
سوق النحاسين : وكانت تجري فيه كل أعمال النحاس والتطريق من قدور وصوان وحلل ومناقل وثريات وسيوف عربية ,مزخرفة ومطعمة بالذهب والفضة, وخلافه من لوازم المنازل والقصور .
2 ـ أبوابها القديمة:
كانت أبواب مدينة طرابلس تقفل مساء كل يوم حفاظاً على أهلها من أي مفاجآت ليلية , كعادة العديد من المدن العربية وقتذاك وأهمها :
باب التبانة : وهو مدخل طرابلس الشمالي ويقوم فيه سوق الخضار . وفيه الكثير من الخانات التي كانت بمثابة فنادق للوافدين . ويعتبر المركز التجاري الأساسي للمدينة .
باب الرمل: وهو مدخل طرابلس الجنوبي وفيه مقابر أهل المدينة. وبه تجمع سكاني كبير .
باب الرمانة : وهو من أقدم الأحياء السكنية , يؤدي إلى سوق النحاسين , ومنه تتفرع زواريب وأزقة عدة .
باب تحت القلعة :ويقع في منتصف درج يتفرع من أول باب العطارين ويؤدي إلى القلعة مباشرة ولا تزال قواعده قائمة حتى الآن . ويتفرع من زاوية هذا الباب زقاق طويل ينتهي إلى أول سوق الصاغة بعد انحرافه شمالاً , وفيه الكثير من الأقبية والسيباطات . وهو منطقة سكنية هادئة .
3 ـ مبانيها القديمة:
تعتبر مدينة طرابلس القديمة إحدى روائع العصر المملوكي المعماري بتنوع العمائر السكنية وجمال واجهات المساجد المرتفعة والمزخرفة بأبوابها المتميزة بدقة صناعتها وزخرفتها الفنية العالية, كما تمتاز مآذنها المملوكية برشاقتها , وهي ذات قاعدة مكعبة مزينة بمقرنصات , يعلوها مثمن,ثم ذروة علوية أسطوانية الشكل .
وتتقارب مباني المدينة القديمة بعضها من بعض بحيث تتكتل لأميال عدة فصفوف متلاصقة . وتتفاوت ارتفاعات مبانيها , عن عمد , بما يؤدي إلى تظليل أجزاء كبيرة من أسقف هذه المباني وحمايتها من أشعة الشمس وما ينتج عنها من طاقة حرارية ضاغطة خلال النهار .
فأحياؤها لازالت تحتفظ بطابع المدينة الإسلامية العربية , التي لم يكن من حواجز تفصل بين مبانيها , حتى لتحسب المدينة بناءاً واحداً من حيث تماسك الأبنية وضيق شوارعها والتداخل في الجدران والأسقف , بحيث أنك تستطيع الانتقال من سطح منزل إلى آخر لحي أو لشارع كامل . وسبب ضيق شوارعها هولمنع تعرضها لوقت طويل من أشعة الشمس , كما وأنه متناسب مع وسائل الانتقال في ذلك الوقت ( الدواب والطنابر أو العربات التي تجرها البغال ) التي لم تكن تتطلب شوارع ذات عرض أكبر .
ويتميز سوق البازركان بظاهرة تسقيفه لحماية سلعه من المطر والغبار. كما تتميز الأحياء الداخلية والمقفلة بتعدد السيباطات . وهناك حي يعرف باسم " تحت السيباط " لكثرة السيباطات فيه .
4 ـ ميزات عمائرها :
لقد تميزت طرابلس خلال عهدها القديم بتعدد العمائر والمباني الدينية فيها لتشمل الجوامع والمساجد والمدارس والخانقاوات والأربطة والتكايا والمشاهد والأضرحة والتكايا والأسبلة والكتاتيب . وأهم ماتميزت به هذه المباني وزادها رونقاً هوالتالي :
المشربية : تميزت بعض المنازل في الحارات القديمة بالمشربيات الخشبية , وهي معالجة معمارية عربية إسلامية تسمح بدخول أشعة الشمس وتغطي المظهر الخارجي للشبابيك أو الشكيمة التي تستعمل للجلوس في الداخل , وهي تسمح لمن في المنزل أن يروا خارجه دون ملاحظتهم , وفي ذلك نوع من الخصوصية لأصحاب المنزل . كما نلحظ أسلوب معماري آخر في تصميم بعض النوافذ وهو مايطلق عليه أسم " الشعرية " وهو عبارة عن عيدان من الخشب متشابكة ومتعارضة , توضع على النوافذ فتسمح بدخول الهواء والنور المخفف وتحجب داخل المنزل من أنظار المتتطفلين , بينما يمكن من خلالها رؤية مايجري خارجه . وقد تكون الشعرية جزءاً من مشربية.
الحارات : تدلف إليها من الأسواق لتستقبلك فسحات واسعة تتمتع بالإضاءة والتهوية بما يتلائم مع وظيفتها كمنطقة سكنية . تتطلع إلى مبانيها علواً فترى بروزات متراكبة على واجهات المباني حيث يشكل الطابق السفلي قطعة الأرض بكامل مسطحها, وبنيت مبانيها من الحجر الرملي الذي يبدو بارزاً في الدور الأولى , وفي الدور العليا غطيت الجدران باللبن أو الجص كطبقة عازلة بينها وبين المطر, ولتقويتها بما يحميها من عوامل التفسخ والانهيار ويطيل من دوامها .
الحمامات: أما في تشييد الحمامات فلقد لجأت العمارة الإسلامية المملوكية إلى استعمال " المضاوي ", واحدتها مضوى , وهي فتحة صغيرة في أعلى الجدار أو السقف أو القباب تسد ببلاطة لغرض الإضاءة دون التهوية . ومن أشهر الحمامات في طرابلس , حمام النوري وحمام عزالدين وهما يحتاجان إلى إعادة صيانة وترميم ليفتحا للزائرين كمواقع سياحية هامة نظراً لجمالهما.
الوكالة: وهي عبارة عن مبنى متسع الأرجاء يستعمل للتجارة والسكن ونزول المسافرين, وهي كالخان , وظيفة وتخطيطاً, كانت تسكنها أسر مختلفة من عامة الشعب. والوكالة بصفة عامة تتكون من مخازن منفصلة ( حواصل ) في الدور الأرضي وتطل على فناء داخلي مفتوح ووحدات فندقية في الأدوار العليا تشرف على الفناء الداخلي , وكانت هذه الوكالات مخصصه لإقامة صغار التجار في مواسم الاتجار ممن كانوا يحضرون من مختلف القرى والبلاد الأخرى مع عائلاتهم للمدن الكبرى , فيقيم كل تاجر وعائلته بالحواصل الموجودة في دورها الأرضي . ( سوق القمح وجواره) . وكان مقصداً للحواصل السورية من سهل حمص حتى النهر الكبير جنوباً مروراً بتلكلخ , و شمالاً حتى " بوكساريا" على حدود تركيا. لقد اعتمد المعمار في تصميمه على مبدأ الانفتاح على الداخل حيث تقوم عناصر الوكالة على فناء أوسط مكشوف واسع تلتف حوله مخازن الدور الأرضي والأول , ولها مدخل رئيسي يتوسط واجهة الوكالة الرئيسية , ويلحق بالدور الخدمات والمرافق وإسطبل لدواب التجار وجمالهم , وسكن علوي له مدخل خاص موجود في أقصى الواجهة . الخان: الخان لفظة فارسية الأصل أطلقت على مبيت المسافرين. ونجد خانات طرابلس في قلب الأسواق القديمة وبجوار الحمامات والمساجد . وكانت وظيفة الخان استقبال التجار من باعة الجملة ومراسلي المستوردين حيث تتكدس في الصحن البالات والصناديق المعدة للتصدير , وتلك المستوردة للسوق المحلية .كما كان لكل بضاعة ومهنة خان يرتبط اسمه بها , كخان الخياطين وخان الصابون.
قلعة طرابلس : تعتبر هذه القلعة إحدى المعالم الرئيسية لمدينة طرابلس , إذ انها لازالت محافظة على مظهرها الخارجي كما بنيت قبل سبعمائة عام . وهي تقع على تلة أبي سمراء مشرفة على مدينة طرابلس بأكملها حتى البحر . وتعرف بقلعة " صنجيل " . وقد بناها الصليبيون عند احتلالهم لبلاد الشام من حجر رملي بهندسة جميلة . ويظهر أهميتها وجمالها من الناحية الخلفية المطلة على نهر أبو علي الذي يخترق المدينة ليتجه نحو البحر ليضحى كساقية صغيرة .
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى
جميل جدا موضوع رائع وصور رائعة بارك الله فيك الله يعافيك اختي على ما قدمت صور غنية عن التعريف جزاك الله كل الخير وشكرا جزيلا لك تحياتي وودي لك ودوما في انتظار كل جديدك الراقي