| .عنوان الموضوع : ( الرياضيات فكر وفن وثقافة ) | السبت 23 أبريل - 21:13 | موضوع: الرياضيات فكر وفن وثقافة | |
| الرياضيات فكر وفن وثقافة تعد الرياضيات أساس المعرفة، وعنصر أساسي في تطور مختلف العلوم سواء الطبيعية أو البيولوجية أو الاجتماعية أو الفنية، ولا يوجد مجال في هذا العصر أو في المستقبل المنظور لا يعتمد على الرياضيات، فبالرياضيات شيدت المعابد والأهرامات في مصر، وبنيت الحدائق المعلقة في العراق، وشيدت السفن والأسوار العظيمة في اليونان والصين والهند، وبالرياضيات ظهرت تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات من بعد، ووجدت السيارات وانطلقت صواريخ الفضاء والأقمار الصناعية، وأمكن فهم أشكال الذرات والكواكب، وصنعت رقائق السليكون، وانطلق البث الرقمي عبر الفضاء، وتحققت إنجازات طبية خيالية لم نكن نحلم بها. لهذا لا يمكن أن ننكر أنه لولا الرياضيات لما استطاع الإنسان الوصول لأي منجزات حضارية، ونسلم بأن الرياضيات غيرت وجه الحياة عبر التاريخ، وكما وصفها العالم الرياضي الكبير اسحق نيوتن بأنها " ملكة العلوم وخادمتها"، وهي لغة العلوم وعنصر حاكم فيما يجري حاليا وما هو متوقع مستقبلاً. ولذلك فقد نالت الرياضيات مكانة أساسية في مختلف المراحل التعليمية وبين كافة المقررات الدراسية، فدراسة الرياضيات تسهم في تنمية القدرات العقلية للدارسين، وتكسبهم مهارات رياضية عديدة لازمة لدراسة المواد الأخرى، بالإضافة لما لها من تطبيقات مباشرة في مواقف الحياة اليومية مما يجعل لها أثراً هاماً على الفرد والمجتمع. لذلك كانت أهمية تعليم الرياضيات في المراحل المختلفة والاهتمام بكيفية تعليم وتعلم الفرد، وكيفية إتقانه لاستخدام المهارات الرياضية في حياته اليومية. ورغم هذا الاهتمام إلا أن كثير من الناس يري الرياضيات شبحاً مخيفاً وأنها غابة من الأشياء المعقدة، لذلك يري كثير من علماء الرياضيات أنها في حاجة إلى ثوب جديد تظهر فيه للناس غير الثوب التقليدي الذي يعزف عنها الطلاب نتيجة شعورهم بعدم جدواها وكونها غابة من الرموز والصياغات المعقدة الجامدة التي يرهقهم منطوقها وأساليب تدريسها وامتحاناتها. وهذا ما دفع الباحثين في مختلف بلاد العالم إلى البحث والتنقيب عن حلول واقعية لتعديل الميول والاتجاهات السلبية لدي المتعلمين وتطوير مستواهم في الرياضيات، وإظهار الوجه الحقيقي للرياضيات بكونها فن جميل ولغة راقية، وتوصلوا إلى حلول متعددة يتم اختبارها في مجتمعات متنوعة فتثبت نجاحاً في مكان ولا تنجح في مكان آخر. ومن الحلول المطروحة؛ الاعتماد على مدخل " رياضيات الثقافة المحلية" كأساس لتدريس الرياضيات، ولتكون بمثابة الجسر الذي يعبر عليه المتعلم ليفهم فن الرياضيات ولغتها الراقية ودورها في بناء مستقبله وفهم ذاته ومجتمعه. حيث يشير أصحاب هذا الاتجاه إلى أن التعليم ينبغي أن يبدأ ببيئة التلميذ وثقافته المحلية لأنها الأساس الذي تبنى عليه تربية المتعلم وهي الدائرة الأولى من دوائر تعلم التلاميذ، ولا يمكن تربية المتعلم دون البدء ببيئته وثقافته المحلية وإجــراء تطبيقات عليها في حدود ما يصادفه المتعلم من مواقف في الوسط الذي يعيش فيه. لأن كل مجتمع يمتلك نوعاً مميزاً من المعرفة، والرياضيات جزء لا يتجزأ من المعرفة ومكون أساسي في ثقافة أي مجتمع، ولا تنفصل الرياضيات عن المجتمع ولغته وقيمه وخبراته لذا أصبحت الرياضيات منتج ثقافي، وبذلك انتهي العصر الفلسفي الذي اعتبر الرياضيات محايدة ثقافياً ودخلنا إلي عصر جديد تم فيه الاعتراف بان الرياضيات منتج ثقافي. وعلى هذا الأساس توجد أنماط متنوعة من الرياضيات في كل مجتمع. يمكن تقويم ثراءها في سياق بيئة معينة وليس مقارنة بغيرها من الرياضيات في بيئات أخرى، مما أعطى أساساً علمياً لاختلاف الرؤى باختلاف المؤثرات الثقافية. ويؤمن أصحاب هذا الاتجاه بأن الثقافات تتعدد بتعدد المجتمعات بل إن المجتمع الواحد ذو الثقافة الواحدة يحتوي بداخله ثقافات فرعية متعددة، وحيث أن التربية وليدة الثقافة فينبغي أن يبني المنهج المدرسي من واقع ثقافة المجتمع المحيط، وواقع البيئة المحيطة، وبذلك تتعدد المناهج بتعدد الثقافات الفرعية في ضوء إطار عام شامل يحظ للدولة كيانها وتماسكها وأيضا احترام التنوع الإنساني داخل المجتمع. وفي ضوء تعدد الثقافات نشأ مدخل " رياضيات الثقافة المحلية وهو من المداخل الحديثة التي تهتم بالخلفية الثقافية للمتعلم وضرورة ربط ما يتعلمه التلميذ ببيئته الثقافية، وهو كفكرة تعليمية تقترح أن يكون محتوى الرياضيات له جذور في الرياضيات المتضمنة في الثقافة ويرى أصحاب هذا الاتجاه في المجتمعات التي تضم مجموعات عرقية وثقافات فرعية مختلفة، أن أطفال كل مجموعة تتعلم من خلال ثقافتها الأفكار والعمليات الرياضية، وينبغي عدم إهمال هذه الخبرات الرياضية عند تعليمهم مقرر الرياضيات، ولذلك فالنظر إلى عقول الأطفال عند التحاقهم بالمدرسة على أنها صفحة بيضاء، يعتبر خطأ كبيراً، وذلك لأن الخبرة الرياضية التي تعلمها هؤلاء الأطفال عن طريق الحدس يمكن الاستفادة منها عند تعليمهم منهج الرياضيات المدرسية. ويشير أن رياضيات الثقافة المحلية مجموعة من الأفكار تهتم بتاريخ الرياضيات وجذورها الثقافية وكذلك الرياضيات المتضمنة في الممارسات اليومية؛ بيد أن الاهتمام الرئيسي لرياضيات الثقافة المحلية يعتمد علي تـعريف وتحديد الكفايات الرياضية الموجودة في ثقافة المجتمع وتغيير التفكير في ضوء المنهج إلى التفكير في ضوء تنمية الذات، وبذلك يرتبط المنهج بتحقيق التمكن في الرياضيات. ورياضيات الثقافة المحلية لا تشير إلى اتجاه في تعليم الرياضيات فحسب، بل إلى الرياضيات المتضمنة في المجموعات الثقافية نفسها والتي يلتقطها الأطفال قبل دخول المدرسة وتشكل جزءاً من خلفيتهم الثقافية.
منقول لـ د. أحمد سلامة
الموضوع الأصلي : الرياضيات فكر وفن وثقافة // المصدر : منتديات غربةالروح // الكاتب : باندة الاسكندرية توقيع العضو ; باندة الاسكندرية |
. |
|
| |
|
|
| | | بيانات اضافيه [+] | التسجيل : 03/03/2010 رقم العضوية : 2 الجنس : التقييم : 295 المشاركات : 10243 النقـــاط : 10838 السن : 26 مزاجي : البلد : |
|
| لوني المفضل : black |
|
|
|
|
| .عنوان الموضوع : ( الرياضيات فكر وفن وثقافة ) | الأحد 24 أبريل - 11:10 | موضوع: رد: الرياضيات فكر وفن وثقافة | |
| توقيع العضو ; عازف الذكريات | |
|
| |
|
|
| | | بيانات اضافيه [+] | التسجيل : 05/03/2010 رقم العضوية : 3 الجنس : التقييم : 272 المشاركات : 6580 النقـــاط : 6425 السن : 32 مزاجي : البلد : |
|
| لوني المفضل : black |
|
|
|
|
| .عنوان الموضوع : ( الرياضيات فكر وفن وثقافة ) | الأربعاء 27 أبريل - 16:04 | موضوع: رد: الرياضيات فكر وفن وثقافة | |
| توقيع العضو ; غربة الروح |
الادارة: تكريم الاخت غربة الروح بوسام
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى
|
|
| |
|
|
| كلمات دلاليه للموضوعع | |
|
| |
تعليمات المشاركة | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رموز المنتدى : متاحة
|
قوانين المنتدى |
| |
|
|