أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أيها الانسان : يامن مل من الحياة ، وسئم العيش ، وضاق ذرعاً بالأيام ، وذاق الغصص ، ان هناك فتحاً مبيناً ، ونصراً قريباً ، وفرجاً بعد شدة ، ويسراً بعد عسرٍ ،
ان هناك لطفاً خفياً من بين يديك ومن خلفك ، وان هناك املاً مشرقاً ، ومستقبلاً حافلاً ، ووعداً صادقاً ، قال تعالى ( وَعٌدَ آللهِ لاَ يُخلِفُ آللهُ وَعٌدَهُ ) ان لضيقك فرجاً وكشفاً ، ولمصيبتك زوال ، وان هناك انساً وروحاً وندىً وطلاً وظلاً ، قال تعالى ( آلٌحَمٌدُ لِلهِ آلَّذِيٓ أَذٌهَبَ عَنَّا آلٌحَزَنَ ) ،
أيها الناس : إن وراء بيدائكم القاحله ارضاً مطمئنةً ، يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ، وان على راس جبل المشقه والضنى والإجهاد ، جنةً أصابها وابلٌ ، فهي ممرعةٌ ، فإن لم يصبها وابلٌ ، فطل من البشرى والفأل الحسن ، والامل المنشود .
يا من اصابه الأرق ، وصرخ في وجه الليل : الا ايها الليل الطويل الا انجلِ ، أبشر بالصبح ، قال تعالى ( أَلَيٌسَ آلصُّبٌحُ بِقَرِيبٍ ) ، صبحٌ يملؤك نوراً وحبوراً وسروراً .
يامن اذهب لبه الهم : رويدك ، فإن لك من افق الغيب فرجاً ، ولك من السنن الثابتة الصادقة فُسحةً .
يا من ملأت عينك بالدمع : كفكف دموعك ، وأرح مقلتيك ، اهدأ فإن لك من خالق الوجود ولايةً ، وعليك من لطفه رعايةً ، اطمئن ايها العبد ، فقد فرغ من القضاء ، ووقع الاختيار ، وحصل اللطف ، وذهب ظمأ المشقة ، وابتلت عروق الجهد ، وثبت الأجر عند من يخيبُ من لديه السعى .
اطمئن : فإنك تتعامل مع غالبٍ على أمره ، لطيفٍ بعباده ، رحيمٍ بخلقه ، حسن الصنع في تدبيره .
اطمئن : فإن العواقب حسنة ، والنتائج مريحةٌ ، والخاتمةٌ كريمةٌ ، بعد الفقر غنى ، وبعد الظمأ ري ، وبعد الفراق اجتماع ، وبعد الهجر وصل ، وبعد الانقطاع اتصال ، وبعد السهاد نوم هادئ ، قال تعالى ( لَا تَدٌرِى لَعَلَ اٌللهَ يُحٌدِثُ بَعٌدَ ذَلِكَ أَمٌراً ) .
إيها المعذبون في الارض ، بالجوع والضنك والضنى والالم والفقر والمرض ، ابشروا ، فإنكم سوف تشبعون وتسعدون ، وتفرحون وتصحون ، قال تعالى ( وَآٌلَّيٌلِ إِذٌ أًدْبَرَ وَاٌلصُّبٌحِ إِذَآ أَسٌفَرَ) وحق على العبد ان بظن بربه خيراً ، وان ينتظر منه فضلاً ، وان يرجو من مولاه لطفاً ، فإن من أمره في كلمة ( كن ) ، جدير ان يوثق بموعوده ، وان يتعلق بمعهوده ، فلا يجلب النفع الا هو ، ولا يدفع الضر الا هو ، وله في كل نفس لطف ، وفي كل حركه حكمه ، وفي كل ساعه فرج ، جعل بعد الليل صباحاً ، وبعد القحط غيثاً ، ويعطي ليُشكر ، ويبتلي ليعلم من يصبر ، يمنح النعماء ليسمح الثناء ، ويسلط البلاء ليرفع اليه الدعاء ، فحري بالعيد ان يقوي معه الاتصال ، ويمد اليه الحبال ، ويكثر السؤال ، قال تعالى ( وَسٌئَلُواْ اٌللهَ مِن فَضٌلِهِ) ، ( اٌدعُواْ رَبَّكُمٌ تَضَرُّعاً وَخُفٌيَةً ) .
انقطع العلاءُ بن الحضرمي ببعض الصحابه في الصحراء ، ونفد ماؤهم ، واشرفوا على الموت ، فنادى العلاء ربه القريب ، وسال الهاً سميعاً مجيباً ، وهتف بقوله : ياعلي ، يا عظيم ، ياحكيم ، ياحليم ، فنزل الغيث في تلك الحضه اللحضه ، فشربوا وتوضؤوا ، واغتسلوا وسقوا دوابرهم ، قال تعالى ( وَهُوَ اٌلَّذِي يُنَزِلُٰ اٌلغَيٌثَ مِن بَعدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحٌمَتَهُ وَهُوَ الٌوَلِيُّ الٌحَمِيدُ)