كما سبق
ودرسنا في مناهجنا التعليمية فإن المجموعة الشمسية تحوي تسع كواكب سيارة تدور حول
الشمس :
عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل،
اورانوس، نبتون، بلوتو.
لكن لقد
قام الاتحاد الفلكي الدولي بإعادة تعريف للمصطلح "كوكب" في 24 أغسطس
2006، واعتبر بلوتو كوكباً قزماً، ليصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية ثمانية. كان
الرومان يعتقدون أن الإله بلوتو هو إله العالم السفلي وهو مكافئ للفظ الروماني "Hades" و الذي يعني "غير معروف المنشأ"، و يحمل
الحروف الأولى من الفلكي المعروف Percival Lowell، و في كل من
اللغات الصينية و اليابانية و الكورية يعني "نجمة ملك الموت Star of the King of the
Dead"، و في اللغة الفيتنامية
هو اسم آخر لياما
Yama أو حارس جهنم كما يعتقدون في المعتقدات الهندوسية.
أزمة
بلوتو الأخيرة
الان أصبحت
المناهج خالية من كوكب بلوتو فقد اعتبروه (كويكب ) لا كوكب .. بدأت الأزمة بعد
انتهاء مؤتمر الفلكيين الدوليين IAU حيث كان المقرر أن يقوم العلماء فيه بتحديد مصير لقب بلوتو
"الكوكبي"، هل سيظل بلوتو كوكبا أم سيصنف على أنه نوع آخر من الأجرام
الفضائية، وانتهى المؤتمر باتفاق "الموجودين" على إسقاط اللقب عن بلوتو
ووضع تعريف جديد لمفهوم كلمة "كوكب" يتمثل بشكل رئيسي في وجود نوعين منه
(كواكب-Planets)
و(كواكب
أقزام-Dwarf
Planets)!!
أثار هذا
الأمر جدلا واسعا في الرأي العام العالمي – وهو أمر طبيعي-؛ عن تأثير هذا على المناهج
الدراسية وما تعلموه طوال حياتهم و تربوا و نشئوا عليه، و انقسموا ما بين مؤيد
ومعارض ومحايد.
( آن
مينارد) في المقال الذي نشرته لتغطية الخبر على موقع National Geographic News حاولت أن تكون محايدة و لكنها لم
تستطع كتمان تلك النبرة من الاستنكار في عنوان مقالها "ماذا عسانا نخبر الأطفال؟!"،
أما
"جون جيبسون" من Fox News فلم يكتف بالتلميح و اعترض صراحة في مقاله و
بشكل ساخر تماما معلنا لهم أن يفعلوا ما يحلو لهم فبلوتو سيظل في نظره كوكبا و لا
شيء يجبره على تغيير قناعاته..
أما كارل
ماثيوز -مؤلف موسيقي- أصيب بالإحباط الشديد عندما علم بالخبر و هو في مطار روما،
فكارل كان قد ألف مقطوعة موسيقية سماها "Pluto"عام 2000، و أضافها إلى مجموعة من
سبع مقطوعات موسيقية تمثل الكواكب السبع الأخرى غير الأرض آنذاك ألفها جوستاف
هولست عام 1917 بعنوان "الكواكب"
العجيب
أن الاتحاد الفلكي الدولي لم يأبه لمعارضات علماء الفلك واحتجاجاتهم واكتفى
العلماء بقولهم :
"We, as planetary scientists and astronomers, do not agree with the IAU's
definition of a planet, nor will we use it. A better definition is needed"
"نحن كعلماء فلك و كواكب لا نوافق على التعريف الجديد الذي
أقره اتحاد الفلكيين الدوليين و لن نستخدمه، و نصر على ضرورة وجود تعريف جديد"
(وقد تم
حذف بلوتو من تصنيف كواكب مجموعتنا الشمسية بسبب صغر حجمه و ذلك في يوم
24/8/2006ويبلغ حجم بلوتو أقل من خمس حجم الأرض)
اتفاقية
طرد بلوتو
بعد أن وافق
علماء الفلك العالميين بالإجماع على تعديل اقترحته الهيئة التنفيذية للاتحاد
الدولي للعلوم الفلكية يقضي بتصنيف الكواكب نوعين "كواكب كلاسيكية وكواكب
أقزام". وبعد هذا التعديل فإن كوكب بلوتو المصنف بين أقزام الكواكب لم يعد
كوكبا كامل الصفة، ومن ثم أصبحت المجموعة الشمسية مكونة من ثمانية كواكب وليس تسعة
هي: عطارد والزهرة والأرض والمريخ
والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون. وقد احتجوا بطردهم لبلوتو هو أنه إن كان من الكواكب السيارة
فينبغي أن يكون أكبرها حجماً أو قريب من حجم نبتون وأورانوس لأنه أبعدها عن الشمس
، كما ينبغي أن يدور حول الشمس من اليمين إلى اليسار كحال بقية الكواكب، فسبب
دوران الكواكب حول الشمس ناتج عن دوران الشمس حول نفسها وبالتالي تسحب معها بقية
الكواكب في نفس اتجاه دورانها بواسطة الجاذبية التي فيها، فكيف صار بلوتو شاذاً عن
باقي الكواكب السيارة؟ وإذا حاولنا تعليل دورته فيعتقد أنه يدور حول نبتون كما
يدور القمر حول الأرض أو أنه كان تابعاً لنبتون ثم انفصل عنه أيضا هو يختلف كثيراً
عن الأجسام الأخرى التابعة للنظام الشمسي الصخرية "عطارد، الزهرة،
المريخ" أو الغازية "المشتري، زحل، اورانوس، نبتون" والتي تتبع
مداراً دائريا حول الشمس، غير أن بلوتو مكون من الجليد ولو كان كوكبا لكان غازي
ومداره غير دائري تماماً، وطويل جداً حيث تستغرق دورته حول الشمس 247 عاما. فمصطلح
كوكب أصبح يطلق على كل جرم سماوي له شكل مكور بسبب الجاذبية الخاصة به وله مدارا
حول الشمس لا يتقاطع مع مدار كوكب آخر ،وبلوتو يخالف هذه القاعدة اذ يتقاطع مع
مدار نبتون.