أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وردت كلمة الاحتساب في ثلاثة أحاديث للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلّها عن رمضان، قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه''، و''مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه''، و''مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه''.
من خلال هذه الأحاديث النّبويّة الشّريفة ندرك أن شهر رمضان هو شهر الاحتساب، فما معنى ''احتسابًا''؟ أي: إخلاصًا لله سبحانه وتعالى، ابتغاء لوجه الله عزّ وجلّ وطلبًا للثواب من الله وحده. موضوع الاحتساب يعيد علينا طرح الأسئلة من جديد، لماذا أصوم؟ ومَن أمرني بذلك؟ ولماذا أقـوم؟ ولماذا أتصدّق؟... مثل هذه الأسئلة تضع أعمالك في الطريق الصّحيح وتخرج المسلم من دائرة الغفلة، لأنّ النّـاس إمّا من أهل الغفلـة أو مـن أهل اليقظـة، وقد قال العلامة ابن القـيـم: أهـل اليقـظـة عاداتهـم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات''.
كَم من عبادة تحوّلت إلى عادة، إلى هيكل لا روح له، لأنّها فقدت نيّة الاحتساب، وكم من عبادات عند أهل الاحتساب عبادات؟، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لسعد: ''إنّك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلاّ وأًجرتَ عليها حتّى ما تضعه في فَم امرأتك''، وفي صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة''.
أمّا الاحتساب في شهر رمضان فيكون عندما نتذكّر نية الاحتساب عند الإفطار على أساس أنّها عبادة مأمورون بها في وقت محدّد، وكذلك عند السّحور نقصد بها التّقوِّي على صيام النّهار، وقد جاء في الأثر: ''استعينوا بطعام السَّحر على صيام النّهار''، وفي الحديث: ''تسَحَّروا فإنّ في السّحور بركة''، وكذلك تحتسب المرأة الصّائمة الّتي تقضي وقتًا غيرَ قليل في المطبخ منهمكةً في إعداد الطعام، تتحمّل حرارة الجو مع حرّ المطبخ، فحتّى لا تضيع جهودها سُدًى، تجعل احتسابها في تفطير الصّائمين، ولو كان الصّائمون من أهليها، فهم داخلون في أجر تفطير الصّائمين، و''مَن فطّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجر الصّائم شيئًا''.
فكم يُضيّع الصّائم من الأجر حينما يُهمل الاحتساب، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ''أيّها النّاس: احتسبوا أعمالكم، فإنّ مَن احتسب عمله، كتب له أجر عمله، وأجر حِسبته''.