السلام عليكم
هذه قصيدة من كتاباتي انا فتاة الساحل
أتمنى أن تنال اعجابكم
ذاك الفتى "قصيدتي المفضلة"
لمس الفتى
أوراقاً مكسوّةً بقطراتٍ
من النّدى
وصاح في الأفق
البعيد ورددّا:
سبحان من جعل الأرض
ترتشف ماء المطر في
غسق الصباح الأبيضا
سبحان من رسم الطفولة على
وجه طفلٍ أصبح خالدا
وركض في آفاق الدمع
الحزين وأنشدا:
يا ليتني الفجر الذي
يأتي بعد الدُّجى في
ذلك اللَّيل الأسودا
والتقط كومة الأحجار
وألقى بها في مهاوي الردى
اصطدم بدموعٍٍ عند
قارعة الطريق في
الأزقة عند وادٍ في
الأرض تحت ذاك المدى
أمسكها بأناملهِ وضمّها
إلى صدرـه وأضاف صوته إلى
صوت الصدى
ودوى صوته بترتيلٍ من
إحدى كلمات الفدى
ذاك الصوت طنَّ في
أذناي فذهب فعاد
ومضى في غسق الشوارع
والدُّخان زئبقٌ يلتمع بين
الغيوم فجاء فغردا
لمس الفتى
السيف الذي صقلته يد
الجريح فالشهيد فذاك
المغوار فأمسكه وأرعدا
ومشى حتى رأى حجرٌ
كأنه قمرٌ يتدحرج من قمةٍ
عند ذاك الجبل فأنار وجهه
فتوقدا
صعد إلى تلك الهضبة
وقدَّ من شجر سرّه وتقلدا
شدته زنبقة عند فاتحة
البيوت كأنها كانت تشبه الزبرجدا
رمقها بنظرةِ يأسٍ مُشبعٍ بالحزن
مغطّسٍّ بالأسى على حالها
وسط شباك مغلولةً حولها
فأبعدا
لمس الفتى
ينابيع الأرض لعلَّ
الكرم يخضرُّ وتشعل
نار ثورةٍ في قلب أحد
الأطفال فيشهد الدّهرُ
صوت طفل أمجدا
يا ذا الطفل أشعلت
نار الحرب في نفس
الأجيال أصبحت
وحد سيِّدا
وسللت ذاك السيف من غمده
فأشعلت ناه فتشهدا
يا أيها الفتى أوقدَت عيناك
السمراوان بلهبٍ يكادُ يحرق
الغرقدا
يكاد لمعان عيناك يصبح
مثل ذاك الفرقدا
لعلَّ شمساً ذات يومٍ
تعيد بهجتها فتتجددا
لكن يومكِ يا أرض
سيأتي وتشرقين
وتمتلئين حنيناً
وعسجدا
نعم نعم سيأتي ذاك اليوم
مهما طال وأبعدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ