أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ان الانسان كثير البسمله يأتى يوم القيامه عندما يفتح كتابه يقول له الرحمن انه غفر له كل ذنوبه لانه ذكر اسمه على شئ
فحبيت انى ادور على فضله ومعانها كى نستفيد جميعا
معنى البسمله لغويا
عندما نفتح القرآن الكريم فإنّ أوّل ما نقرأ فيه من كلام الله هو "بسم الله الرحمن الرحيم" والتي تسمّى "البسملة" اختصاراً. وسبب وجود هذه البسملة هو التذكير بأنّ ما من شيء إلاّ وباسم الله بدايته ووجوده. ولهذا فإنّ المسلمين ينطقون بهذه العبارة عند مبادرتهم لأيّ عمل ؛ فباسم الله يبدأ المسلم كلّ شيء بسم الله ... تحليل لغوي ...لألفاظ البسملة عندما نفتح القرآن الكريم فإنّ أوّل ما نقرأ فيه من كلام الله هو "بسم الله الرحمن الرحيم" والتي تسمّى "البسملة" اختصاراً. وسبب وجود هذه البسملة هو التذكير بأنّ ما من شيء إلاّ وباسم الله بدايته ووجوده. ولهذا فإنّ المسلمين ينطقون بهذه العبارة عند مبادرتهم لأيّ عمل ؛ فباسم الله يبدأ المسلم كلّ شيء. البسملـة : إنّ البسملة مكوّنة من أربع كلمات هي على التوالي : بسم ، الله ، الرحمن ، الرحيم. × "بسم" و "باسم" بمعنى واحد. ومقابلهـا في اللغـة الفرنسيّـة هو (Au Nom de / أُنُو دُو) أو ( Par Nom de/ بار نُو دُو). وهذه الكلمة تكتب عادة بالألف أي " باسم". وكتابتها بدون ألف استثناء من جهة وخاصّة بالله تعالى من جهة أخـرى فلا تكتب بدون ألـف حين تكـون متبوعة بغير اسم الله. × "الله" اسم الجلالة ، وهذه اللفظة حسب اللغويين قد حصّل عليها بحذف الألف الثانية في "الإلاه" وإدغام اللام الأولى في الثانية ، ومقابلها في الفرنسيّة لفظة (Dieu / دِيُو). × أمّا لفظة "الرحمن" و "الرحيم" فهما اسمان من أسماء الله الحسنى. ورغم تعدّد الترجمات لهذين الاسمين فغالبا ما نجدهما مترجمتين كالتالي : "الرحمـن / Le Miséricordieux/ لو مِزِرِكُورْدْيو" ، ومعناه "العطوف" ، و"الرحيم / Celui qui fait Miséricorde / سُلْوِي كِي فِي مِزِرِكُورد" ومعناه "الذي يعطف". وهذه الترجمة مع الأسف ليست كاملة لأنّه ينقصها مفهوم "الأصل" الموجود في كلّ من لفظتي "الرحمن" و"الرحيم". ونحن نفضّل ترجمةً أخرى تُجَلِّي كلّ المعاني الموجودة في اللفظتين. وهذه الترجمة هي " لورِجِينْ" (L’Origine) للفظة "الرحمن" و " لاَرُونْجان" (L’Arrangeant) للفظة "الرحيم". والتحليل اللغوي التالي يثبت صحّة هذا الاختيار. فلفظـة "الرحمـن" في العربيّة مشتقّة من "الرحم" (la matrice / لامَطْرِيسْ). و"الرحم" نظرا لطبيعته ووظيفته هو أصل لشيءٍ ما ، وبالتالي يولّد مفهوم "الرحمة" كمثل رحمة الأمّ بمن حملت في رحمها ، ومن اللائق هنا أن نذكر بأنّ من معاني كلمة "الأمّ" في العربيّة : "الأصل". أما لفظة "الرحيم" فرغم كونها تتضمّن مفهوم "العطف" إلاّ أنّ رحمة الله جلّ وعلا وسعت كلّ شيء فهي ليست كرحمة البشر. فليس لها أن تكون عاطفيّة وبالتالي اندفاعيّة كرحمة البشر. إنّها رحمة متّسمة بالحكمة والعلم. وعليه يكون مقابلها في الفرنسيّة (L’Arrangeant) "لاَرُونْجَان". وهذه اللفظة في الفرنسيّة تجمع بين معنى الرحمة العامّ ومعنى الترتيب ووضع الأشياء في نظام معيّن. والدليل على ذلك قوله تعالى
فما حاجة الجماد مثلا إلى الرأفة والرحمة إن كانت لفظة "رحيم" تعني ذو الرحمة من نوع رحمة البشر ؟ وبناء على ذلك فهي رحمة من طبيعة أخرى من حيث أنّها رحمة الله مُثبِت كلّ شيء ومنظّم كلّ شيء ومحكم كلّ شيء. أصـل الكلمـة : إنّ كلمتي "الرحمن" و "الرحيم" مشتقّتان من "الرحمة" وهي المصدر. فمادّة الكلمة هي "ر ح م" وفعلها "رحم". واسم الفاعل فيها هو "الراحم" و"الرحمن" و"الرحيم". فلفظة "الرحمن" التي أصلها "الرحمان" مبنيّة على وزن "فَعْلاَن". وهذا الوزن ، أي زيادة ألف مدّ ونون في آخر مادّة كلمة ثلاثيّة يدلّ على الكثرة والتأكيد والمبالغة. أمّا لفظة "رحيـم" فهي مبنيّة على وزن "فعيل" ، وهذا الوزن ، أي زيادة ياء المدّ بين الحرف الثاني (ح) والثالث (م) من المادة يدلّ على التمييز والمبالغة أي أنّ صاحبه يتميّز بتلك الصفة لدرجة أنّها أصبحت غالبة عليه ومثل ذلك الحكيم والعليم والسميع والحفيظ. التحليل اللغـوي للقدماء : إنّ ما نجده في كتب اللغة والتفسير هو أنّ لفظتي "الرحمن" و "الرحيم" صيغتان لكلمة واحدة. فلفظة "الرحمن" المبنيّة على وزن "فَعْلاَن" أكبر وأبلغ وأعمّ من لفظة "الرحيم" المبنيّة على وزن "فعيل". لذلك ذهب بعضهم إلى أنّ ذكر لفظة "الرحيم" بعد لفظة "الرحمن" في البسملة يقصد به التخصيص. فجيء بلفظة "الرحيم" بعد لفظة "الرحمن" بعد استغراق لفظة "الرحمن" معنى "الرحمة". فلئن كان الله هو "الرحمن" بكلّ العباد فإنّه "رحيم" بالمؤمنين فقط. والمثال الذي يورده القدماء لتأييد هذا القول هو قوله تعالى :
ففي هذا المثال نرى أنّ لفظة "خلق" قد تكرّرت بغية التخصيص. وبناءً على هذا فإنّ لفظة "الرحمن" تعني "ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة لأنّ فعلان بناء من أبنية المبالغة" أكثر من "فعيل". فهذا التحليل أعطى لفظة "الرحيم" حين تبعت "الرحمن" دور التخصيص. لذلك نرى أنّ ترجمات البسملة خضعت إلى هذا الفهم والْتزمتْ به وعليه كانت ترجمة البسملة إلى اللغة الفرنسيّة هي : "بسم الله" (Au Nom de Dieu/ أُنُو دُو دِيُو) ، "الرحمن" أي "ذو الرحمة المطلقة" (Le Tout Miséricordieux / لُو تُو مِزِرِكُورْدْيُو) ، "الرحيم" أي "خصيصا مع المؤمنين" (Celui qui fait Miséricorde / سُلْوِي كِي فِي مِزِرِكُورْد).
________________________________________[39] السورة 7 (الأعراف). تحليل القدماء في الميزان : إنّ هذا التحليل للفظتي "الرحمن" و "الرحيم" مبنيّ على هفوتين أدّيتا إلى فهم خاطئ. الهفوة الأولى : هي الاعتقاد بأنّ كلمة "الرحيم" حين تستعمل بعد كلمة "الرحمن" يقصد بها "التخصيص" في حين أنّ لفظة "الرحيم" غير لفظة "الرحمن".
فالتخصيص يكون باستعمال الكلمة نفسها لا باستعمال غيرها ولا أدلّ على ذلك من المثال المضروب أعلاه "خلق" :
ولنا في السورة 96 نفسها (العلق) مثال آخر يبين كيف يكون التخصيـص وهو لفظة "ناصية" في الآية 15 و 16
ثمّ إنّ القـول بأنّ الله "ذو رحمة مطلقة بكلّ المخلوقات" لكنّه "ذو رحمة خاصة بالمؤمنين" قول متناقض ، إذ أنّ مفهوم الرحمة المطلقة يتعارض مع مفهوم الرحمة الخاصة. ومن ناحية أخرى فإنّ مَن ذهب إلى معنى التخصيص قال : إنّ الله "رحمن" بكلّ الناس لكنّه "رحيم" بالمؤمنين فقط. فالقرآن نفسه وهو كلام الله يناقض هذا الادعاء ؛ إذ ليس للقول بكون الله "رحيم" بالمؤمنين فقط أصل ولا أثر في القرآن. وإنّنا نقرأ في الآية 143 من السورة 2 (البقرة) أنّ الله سبحانه وتعالى "رحيم" "بالناس" بصفة عامّة :
والعبارة نفسها واردة في الآية 65 من السورة 22 (الحجّ). الهفوة الثانية : من الصواب أنّ نقول أنّ كلمتي "الرحمن" و "الرحيم" مشتقّتان من كلمة "الرحمة" بمعنى الرقة والتعطف والإحسان والرزق. لكن ليس من الصواب أن نقف هنا. بل علينا أن نصل إلى الكلمة التي اشتقّت منها كلمة "الرحمة" وهي "الرحم". فالبحث في معنى كلمة في اللغة العربية يبدأ بالبحث في أصلها ومادتها. فاستعمال لفظتين مختلفتين في البسملة لابدّ أن يكون له قصد معيّن وحكمة لازمة. وكلمة "الرحم" تعني وعاء في بطن الأم تنبت به البويضة الملقّحة إلى أن يتمّ تكوّن الجنين. وجمعه "أرحام". فالرحم للإنسان هو منبته ، أي المكان الذي تكوّنت فيه حياته ، وبالتالي الأصل الذي أتى منه.
"الـرحـمـن" إنّ كلمة "الرحمن" المبنيّة على وزن "فعلان" والمشتقّة من كلمة "رحم" تتضمّن معنى "الرحم" بتأكيد وكثرة ومبالغة لتدلّ بذلك على الأصل الأوّل والمطلق أو أصل الأصول مطلقاً أي "أرحم الرحمين"[40]. زيادة على هذا فإنّ مفهوم العطف والحنان والإحكام والتنظيم الموجود في الرحمة مضمّن كذلك في لفظة "الرحمن" نظرا للعلاقة بين الشيء وأصله. إضافة إلى ذلك فإن كلمة "الرحمن" باستثناء البسملات لم تستعمل في القرآن كلّه ولو مرّة واحدة بكيفيّة تؤيّد موقف القائلين بأنّ لفظة "الرحمن" تعبّر عن مفهوم العطف والحنان لكونها تعني "ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة لأنّ فعلان بناء من أبنية المبالغة". فالقرآن قاموس نفسه وحين نتفحّصه نرى أنّ كلّ الآيات القرآنيّة التي وردت فيها كلمة "الرحمن" لا علاقة لها بمفهوم الرحمة والعطف والإحسان بتاتاً. ويكفي للقارئ أن يطّلع على سياق الآيـات التي ذكر فيها لفظ الجلالة "الرحمـن" ليتأكّد من أنّه لا علاقة مباشرة بين كلمة "الرحمن" ومفهوم "الرحمة" بمعنى العطف والإحسان[41] بل جاءت بمعنى الله ، الأصل ، الرحمن. لذلك فإن الكلمة المطابقة للفظ الجلالة "الرحمن" في الفرنسية هي : " L'Origine/ لُورِجين".
والعلاقة بين لفظة "الرحم" ولفظة "الرحمن" وطيدة جدّاً لدرجة أنّ حديثا قدسيّا[42] يثبت العلاقة السببيّة المتينة الموجودة بينهما نهائيّا : "قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته"[43]. بهذا الحديث القدسي نرى أنّ "الرحم" و "الرحمن" من اشتقاق واحد. إن القرآن كله يثبت أن كلمة الرحمن تختلف عن باقي أسماء الله الحسنى ابتداء من قول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء :
إن هذه الآية هي أهمّ حجة يحتج بها في القول بأنّ لفظة "الرحمن" لا يجوز استعمالها لغير الله ، فلم يستعمل الله سبحانه وتعالى لدعائه غير هذين الاسمين. وهذا يدل على أنّ الله عادَلَ بلفظةِ "الرحمن" الاسمَ الذي لا يشركه فيه أحد وهو "الله". وزيادة على هذا فإن هذه اللفظة لا يوصف بها بشر على الإطلاق لذلك فهي لا تستعمل بدون ألف ولام التعريف. "الـرحـيـم" إن لفظة "الرحيم" مستعملة عادة في القرآن في سياق الرقة والتعطف والإحسان وعادة ما تكون مصحوبة بلفظة "رءوف". لقد رأينا أعلاه أنّ لفظة "الرحيم" مشتقة من لفظة "رحمة" ، وأنّ هذه نفسها مشتقّة من لفظة "رحم". كما رأينا أنّ لفظة "الرحيم" المبنية على وزن "فعيل" تؤدّي مفهوم التمييز والمبالغة. فالموصوف بها يتميّز بها لدرجة أنّه سمي بها. والكلمة المقابلة لها في الفرنسية بالتحديد هي (L’Arrangeant / لاَرُونْجَان). وهذه الكلمة تجمع من جهة بين مفهوم إحكام وتنظيم الأشياء من لدن أصلهـا ، (كما تُحْكَمُ و"تُنَظَّمُ" البويضة بداخـل الرحم إلى أن تصبـح كائنا حيّا) ، ومن جهة أخرى مفهوم الرقّة والرأفة والتعطّف والإحسان. ولفظة "الرحيم" في العربيّة هي الأخرى تحوي مفهوم الرقّة والرأفة والتعطّف والإحسان كرأفة الأمّ بمن حملت في رحمها 9 [44] أشهر. وخلافا للفظة "الرحمن" فإنّ لفظة "رحيم" تستعمل أيضا لوصـف البشر شريطة أن تكون نكرة أي بدون ألف ولام التعريف. والمثال القرآني الذي يؤيّد ذلك هو الآية 128 من السورة 9 (التوبة) حيث وردت هذه الكلمة للمرّة الوحيدة في القرآن صفة للرسول (ع)[45].
فوائد البسمله
وقد روى جويبر عن الضحاك نحوه من قبله عن ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أنزلت علي آية لم تنزل على نبي غير سليمان بن دواد وغيري وهي {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }، وروي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: لما نزل { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح ، وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه ..
وقال وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـن الرَّحِيمِ } فيجعل الله له من كل حرف منها جنة من كل واحد. ذكره ابن عطية والقرطبي ووجهه ابن عطية ونصره بحديث « لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها » لقول الرجل ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، من أجل أنها بضعة وثلاثون حرفاً وغير ذلك ..
وقال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: عن أبا تميمة يحدث عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت : تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته ، وإذا قلت باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب » ...
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى ، فأن نسي ان يذكر اسم الله تعالى في اوله ، فل يقل : بسم الله اوله وآخره )) رواه ابوداؤد والترمذي ..
وعن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، ورجل يأكل فلم يسمي الله حتى لم يبقى من طعامة إلا لقمة . فلما رفعها إلى فيه ، قال : بسم الله في اوله وآخره ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : (( ما زال الشيطان يأكل معه ، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه )) رواه أبو داؤد والنسائي ..
وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( اذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان لأصحابه : لا مبيت لكم ولا عشاء ، واذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان : ادركتم المبيت ، واذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه ، قال : ادركتم المبيت والعشاء )) رواه مسلم ..
فوائد في البسملة من تفسير الفخر الرازي ..
* أن المقصود من بسم الله هو تنبيه العبد على أنه أول ما شرع في العمل كان مدار أمره على التسهيل والتخفيف والمسامحة ، فكأنه تعالى في أول كلمة ذكرها لك جعلها دليلاً على الصفح والإحسان .. * روي أن فرعون قبل أن يدعي الإلهية بنى قصراً وأمر أن يكتب بسم الله على بابه الخارج ، فلما ادعى الإلهية وأرسل إليه موسى عليه السلام ودعاه فلم ير به أثر الرشد قال : إلهي كم أدعوه ولا أرى به خيراً ، فقال تعالى : " يا موسى ، لعلك تريد إهلاكه ، أنت تنظر إلى كفره وأنا أنظر إلى ما كتبه على بابه " .. والنكتة أن من كتب هذه الكلمة على بابه الخارج صار آمناً من الهلاك وإن كان كافراً ، فالذي كتبه على سويداء قلبه من أول عمره إلى آخره كيف يكون حاله ؟؟
* أن ذكر لفظ ( الله ) إشارة إلى القهر والقدرة و العلو ، ثم ذكر عقيبه الرحمن الرحيم ، وذلك يدل على أن رحمته أكثر وأكمل من قهره ..
* أن نوحاً عليه السلام لما ركب السفينة قال : ( بسم الله مجراها ومرساها ) فوجد النجاة بنصف هذه الكلمة ، فمن واظب على هذه الكلمة طول عمره كيف يبقى محروماً عن النجاة ؟ ..
* وأن سليمان عليه السلام نال مملكة الدنيا والآخرة بقوله : ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) فالمرجو أن العبد إذا قاله فاز بملك الدنيا والآخرة ...
* وقال صلى الله عليه وسلم : (( من رفع قرطاساً من الأرض فيه " بسم الله الرحمن الرحيم " إجلالاً له تعالى كتب عند الله من الصديقين ، وخفف عن والديه وإن كانا مشركين )) ..
* كتب قيصر إلى عمر رضي الله عنه أن بي صداعاً لا يسكن فابعث لي دواء ، فبعث إليه عمر قلنسوة فكان إذا وضعها على رأسه يسكن صداعه ، وإذا رفعها عن رأسه عاوده الصداع ، ففتش القلنسوة فإذا فيها كاغد مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ..
* قال صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ ولم يذكر اسم الله تعالى كان طهوراً لتلك الأعضاء ، ومن توضأ وذكر اسم الله تعالى طان طهوراً لجميع بدنه )) .. فإذا كان الذكر على الوضوء طهوراً لكل البدن فذكره عن صميم القلب أولى أن يكون طهوراً للقلب عن الكفر والبدعة ..
* مر عيسى بن مريم عليه السلام على قبر فرأى ملائكة العذاب يعذبون ميتاً ، فلما انصرف من حاجته مر على القبر فرأى ملائكة الرحمة معهم أطباق من نور ، فتعجب من ذلك ، فصلى ودعا الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه : يا عيسى ، كان هذا العبد عاصياً ومذ مات كان محبوساً في عذابي ، وكان قد ترك امرأة حبلى فولدت ولداً وربته حتى كبر ، فسلمته إلى الكتّاب فلقنه المعلم ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فاستحييت من عبدي أن أعذبه بناري في بطن الأرض وولده يذكر اسمي على وجه الأرض ..
* طلب بعضهم آية من خالد بن الوليد فقال : إنك تدعي الإسلام فأرنا آية لنسلم ، فقال : ائتوني بطاس من السم ، فأخذه بيده وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، وأكل الكل وقام سالماً بإذن الله تعالى ، فقال المجوس : هذا دين حق ...
* سئلت عمرة الفرغانية - وكانت من كبار العارفات - ما الحكمة في أن الجنب والحائض منهيان عن قراءة القرآن دون التسمية ؟ فقالت : لأن التسمية ذكر اسم الحبيب ، والحبيب لا يمنع من ذكر الحبيب .. * وقيل " بسم الله الرحمن الرحيم " تسعة عشر حرفاً ، وفيها فائدتان إحداهما : أن الزبانية تسعة عشر ، فالله تعالى يدفع بأسهم بهذه الحروف التسعة عشر ..
الثانية : خلق الله تعالى الليل والنهار أربعة وعشرين ساعة ، ثم فرض خمس صلوات في خمس ساعات ، فهذه الحروف التسعة عشر تقع كفارات للذنوب التي تقع في تلك الساعات التسعة عشر ..
* لما كانت سورة التوبة مشتملة بالقتال لم يكتب في أولها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأيضاً السنة أن يقال عند الذبح ( بسم الله .. الله أكبر ) ولا يقال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لأن وقت القتال والقتل لا يليق به ذكر الرحمن الرحيم ، فلما وفقك لذكر هذه الكلمة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلوات المفروضة ، دل ذلك على أن ما خلقك للقتل والعذاب ، وإنما خلقك للرحمة والفضل والإحسان ..
وأما البسملة في العلم الحديث : جمال بلورات المــاء : فقد ذكر طبيب معالج بالطب البديل من سوريا أن أستاذا في علم الجزيئات المكونه للأجسام قال : أنه عند ذكر البسملة على الكوب المملوء بالماء فإن بلورات الماء تتشكل في أروع وأجمل أشكالها وتعطي طاقة إيجابيه .. نورانية ، وعندما يذكر أي كلام بذيء تتشكل مجموعات بشعة الشكل تحوي طاقه سالبة .. غير نافعه بل قد تكون مضرة ، فسبحان الخالق الباريء ، فانظر لإستجابة كل شيء وصلاح حاله بذكر الله عز وجل : (( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ )) ( المدثر: من الآية31) ..
لا تنسوا يا أخوتى ان تذكروا اسم الله بسم الله الرحمن الرحيم دائما
جزاك الله خير على هذا التعريف القيم وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ربي يسعدك ويخليك يعطيك العافية ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع بحفظ الله ورعايته