الرحمة والكرم والجود من صفات الكمال التي اتصف بها الخالق سبحانه
وهي صفات يحسن أن يتصف بها المخلوق
فهي صفات كمال في حق الخالق سبحانه
وكذلك هي صفات كمال في حق المخلوق
مع اليقين الكامل بأن رحمة الله وكرمه وجوده ليست كرحمة المخلوقين وكرمهم
ولكنّ من صفات الخالق مالا يحق لمخلوق أن يتقمصها بل ولا يليق به أن يتصف بأحدها فالله وحده من يتصف بها
ومن تلك الصفات صفة الكبر
فلله وحده الكبرياء ،والكبرياء في حق الله صفة كمال ولكنه في حق المخلوق عيب وأي عيب
الكبر من الأخلاق التي يلزم من وجودها وجود أخلاق سيئة أخرى.
خرجت
الليلة من المسجد بعد صلاة العشاء فوجد بائع المساويك مفترشاً الأرض
وعنده من الزبائن من ينتقي السواك المناسب فجلست أبحث عن ما يناسبني،
أحد الزبائن كان يخاطب البائع بخطاب متعال أثناء مناقشته في سعر السواك،
وعندما
همّ الزبون بأخذ المجموعة التي اشتراها سقطت المساويك على الأرض فقال
البائع ( بسم الله) فردّ عليه سيئ الخلق بقوله (بسم الله ولكنك....)
قال له كلمة غير لائقة ذوقاً ,
أغضبني ذلك لأن البائع لم يكن قد أساء معه الأدب،
أراد الزبون أن يخرج قيمة المساويك فلم يجد صرفاً لقيمة المساويك
فقال له البائع
فلتأت بالمال في أي وقت تريده ولا بأس عليك ,
فبدا لي أن الرجل قد استحيا من ردة فعل البائع مقابل سوء خلقه وتلفظه عليه,
فرأيت أن الله قد عاقبه أمام الحاضرين وبالتأكد ليست تلك هي عقوبة المتكبرين عند الله
ليت هذا الرجل لم يشتر سواكاً فقد فعل مالايرضي الله وهو يريد أن يطبق سنة السواك,
أقول بأن مجتمعنا وإن كان مجتمعاً تغلب عليه المحافظة والتدين إلّا أنّ من العيب تجاهل العيوب,
من الذي نشر ثقافة احتقار بعض الأجانب الذين ينتمون إلى جنسيات بعينها؟
هل وردت في القرآن آية تجيز التكبر على أصناف من الناس دون آخرين؟
اللهم إني أعوذ بك من الكبر
م/ن