يعتبر
أندرويد دون منازع منصة الهواتف الذكية الأكثر انتشاراً في العالم، وبحسب
آخر الإحصائيات فقد استحوذ أندرويد خلال الربع الثالث من العام 2012 على
75% من عدد شحنات الهواتف الذكية حول العالم، ويُباع يومياً حوالي 1.3
مليون جهاز جديد بنظام أندرويد.
مثل هذا الانتشار يجعل من أندرويد
هدفاً رئيسياً لناشري التطبيقات الخبيثة التي تهدف أحياناً إلى التجسس على
المعلومات الشخصية للمستخدم، أو إلحاق الأذى بنظام التشغيل وغير ذلك.
لحسن الحظ، فإن أندرويد آمن بطبعه، خاصةً أنه مبني على نواة
لينوكس، كما أن جوجل تتخذ العديد من الخطوات للتأكد من حماية متجر “جوجل
بلاي” عبر تفحص جميع التطبيقات بحثاً عن أي برمجيات خبيثة قد تتسلل إليه
وحذفها أو منعها من الوصول.
في المقابل تظهر بعض الدراسات التي تبالغ جداً في الحديث عن
ارتفاع منسوب البرمجيات الخبيثة في أندرويد، بل ويمتلىء متجر “جوجل بلاي”
بالتطبيقات التي تدعي بأنها مضادات للفيروسات أو ما شابه. معظم هذه
التقارير هي من شركات تقوم بإنتاج برامج مكافحة الفيروسات وتهدف إلى بيع
برمجياتها عبر تكتيك بث الرعب في نفوس المستخدمين. حتى أن جوجل ذكرت سابقاً
على لسان أحد موظفيها بأنها تعتبر الشركات التي تصدر تطبيقات مكافحة
الفيروسات لأندرويد شركات نصابة!
بالطبع، هذا لا ينفي وجود تطبيقات خبيثة، أو تطبيقات تهدف
إلى جمع المعلومات حول المستخدم لبيعها أو الاستفادة منها بشكل أو بآخر.
لكن تفاديها أسهل مما تتصور، كل ما هنالك هو أنه يتوجب على المستخدم
التدقيق قليلاً فيما يقوم بتحميله على جهازه، خاصة بأن أندرويد يسمح بتثبيت
التطبيقات من خارج متجر “جوجل بلاي”، سواء من المتاجر الأخرى غير الرسمية
أو كملفات بصيغة APK يمكن أن تقوم بتحميلها من مواقع الانترنت المختلفة.
لحسن الحظ، فإن أندرويد يجعل الأمر سهلاً وسريعاً وبديهياً.
فيما يلي ثلاث نصائح بسيطة عليك اتباعها لضمان خلو هاتفك من التطبيقات المشكوك بأمرها:
اولا: حرص على تحميل جميع تطبيقاتك من متجر “جوجل بلاي”
– “جوجل بلاي” هو متجر التطبيقات الرسمي لأندرويد، وتوفر جوجل طبقة حماية
آلية تُدعى Bouncer. هذه الطبقة عبارة عن عملية مسح تجري بشكل أوتوماتيكي
على جميع التطبيقات التي يتم رفعها إلى متجر أندرويد.
ثانيا: تجنب تحميل التطبيقات المقرصنة –
تمثل التطبيقات المقرصنة والمواقع التي تنشرها البيئة الأكثر خصوبة
للتطبيقات الخبيثة، إذ عادةً ما يلجأ ناشرو هذه التطبيقات إلى طرحها بشكل
مزور لخداع المستخدم، فيقدمون لك مجاناً تطبيقات وألعاباً مدفوعةً في
الأساس، لكن منها ما لا يحمل من التطبيق أو اللعبة إلا أيقونته، كي تكتشف
بعد تثبيت التطبيق بأنه ليس التطبيق الفعلي الذي تبحث عنه، وعادةً ما يحتوي
هذا التطبيق المزيف على ما يقوم باختراق خصوصيتك أو تكليفك الأموال عبر
إرسال رسائل SMS مرتفعة التكلفة وغير ذلك.
ثالثا: ألقِ نظرة على السماحيات التي يطلبها التطبيق قبل تثبيته –
قد تكون هذه النصيحة والخطوة الأهم. عند تثبيت أي تطبيق، سواء من متجر
“جوجل بلاي” أو من أي مصدر خارجي آخر، حيث يعرض لك أندرويد السماحيات التي
يطلب التطبيق الوصول إليها في الهاتف. فحتى لو حصلت على التطبيق من مصدر
خارجي قد لا تثق به (موقع عشوائي على الانترنت)، تبقى السماحيات هي خط
الدفاع الرئيسي الذي يسمح لك بعدم تثبيت التطبيق في حال شعرت بوجود أي شك
فيها.