أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قبل عدة سنوات كنت أعارض دراسة سلبيات النت وتأثيرها تارة على الشباب وتارة على الفتيات وتارة على الفكر وتارة التواصل الاجتماعي.. وخلافه، ومازلت على نفس الرأي فالانترنت معلم تارة وشيخ بدرجة عالم تارة وخصوصاً في شخص جوجل حيث يعطيك المعلومة بكل ثقة في كل شيء ودون تحديد لساعات العمل ودون ضجر او تأفف.
الانترنت اتسعت وتزايدت خدماتها.. ففي مسرحها وخصوصاً تويتر انكشفت رغبتنا العالية في ممارسة القذف والشتم بشكل يفوق توقعاتنا من مجتمعنا.. بصراحة فوجئت بحالة الاسراف عند البعض في الشتم والسب للآخر فمجرد الاختلاف فكريا او مناطقياً او اجتماعياً يخلق حالة من ممارسة الشتم للآخر وكأن الاختفاء خلف اسم مستعار كاف لاطلاق التهم جزافاً او شتم الآخرين دون ضبط وانضباط.. مع ان المعتاد ان منظومة قيمك هي التي تردعك عن قذف الآخرين او شتمهم، بل ان قيمك تفرض عليك محاسبة نفسك قبل ان يفعلها الآخرون.
في تويتر باتت التويتات حالة من العلاج النفسي للبعض وكأنه اكتشف قدرته على الكلام والانطلاق والتعبير عن فكرة واخرى ربما هي منتج طبيعي لطول مدة الصمت خصوصاً ان مادة التعبير في مدارسنا مكبلة بمواضيع معينة فهي عن كيف قضيت اجازة الصيف او وصف الربيع..؟ وجامعاتنا لم تكن بأحسن حال اما اعلامنا فهو يكتشف نفسه في الوقت الراهن.. ولأن تلك المواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع فقد وجد الجميع ضالته في التويتات.
ولأني مازلت عند رأيي بأن الإنترنت خيرها اكثر من شرها وجمالها يفوق قبحها فإنني ألمح في الجانب الآخر فرصة عالية المستوى لذوي الاختصاص من صناع القرار لمتابعة ماينشر في التويتات ومعرفة الاتجاه العام والمشاكل العامة الفعلية للبلاد وايضا معرفة معالجتها خاصة في تقصي معوقات التنمية من وجهة نظر هؤلاء وهم يمثلون عدداً كبيراً من الطوائف الاجتماعية والثقافية.. بل ان بعضها رغم البذاءة المحيطة به مفيد في معرفة ماذا يريد المواطن من المسؤول..؟ نحن نعاني من عدم قياس الرأي العام تجاة اي موضوع اليوم يسهل معرفة الاتجاه العام او على الاقل تحديد مؤشرات مهمة لمعرفة اتجاهات الرأي العام لأي قضية محلية.
بالتويتات ايضا بدأنا نعرف كيف يفكر بعضنا حيث اختفت مفلترات الشخصيات وبات الكل تحت اشعة الشمس لا ظل الا قيمه ومخزونه الاخلاقي.. بعضنا يضيق بالرأي الآخر بل يعتبر ذلك الرأي مسيئاً للإنسانية لمجرد انه لا يتفق معه بل يصل الأمر ببعضنا لتجريدك من كل شيء وطنيتك ودينك واخلاقك لمجرد اختلافك معه بالرأي.. مرة اخرى لا يعني ذلك اتساع مساحة السلبيات بل مازالت الايجابيات اكبر واشمل واجمل والمستقبل للإنترنت.. هي مدرسة تعلمنا الحوار وثقافة الاختلاف وربما نكتشف انها عالجت بعض عقدنا النفسية والمؤكد اننا سنتعلم كيف نختلف وكيف نحترم بعضنا وكيف نعبر عن رأينا دون قذف ولا سب وسنتعلم ان انتماءنا الوطني ليس محل خلاف وان مطالب الاصلاح والتطوير لا تعني الفتنة وان من يهدد امننا سنرفضه وان اتفقنا معه ايدلوجيا لان الوطن اولًا وبعده يأتي اي شيء.
فضاءات الانترنت ان كان من عيب فإنها كشفت حالة احتقان في وجدان بعضنا ففاضت سماؤه بالسب والقذف بعد ان كنا نعتقد انه اكثر أناقة وجمال روح بعد ان خدعنا مكياج الظهور المقنن بعد ان اعتقدنا ان ثقافتنا الاسلامية طهرتهم ولكنهم مع ارتفاع سقف التحليق ضاعت بعض خطاهم..
وفي تلك الزاوية من الانترنت لابد من الاستمتاع بحالة الطرافة التي ابدع فيها شبابنا وبتفوق يؤكد اننا اصبحنا ايضا مجتمع نكتة ربما نفوق المجتمع المصري.